قضية المصادر حقيقة قضية هامة جدا وشائكة خصوصا بعد انفتاح المشهد الإعلامي وتعدده مما سمح بالتحوّل من الحقائق إلى صراع تأويلات فكما يقولون: "إنما آفة الأخبار رواتها"
إلا أن الصحافة في رأيي لا تقوم الا على ثقافة الحقيقة والتقصي تحترم فيها مسؤولية الكلمة والدقة في توخي الصدق والتركيز على المصلحة العامة وتبعا لذلك يبقى الواجب على كل عامل في هذا الحقل أن لا يغريه ما يسمى “بالسبق الصحفي” فيسارع إلى نشرأي خبر قبل إن يحصل على الأدلة القاطعة الواضحة من المصدر حتى لا يوقع نفسه في مسؤولية النشرالمغرض ويخسر مصداقيته التي تعتبر ركنا أساسيا في العمل الصحفي إظافة إلى أن تعاظم أهمية الإعلام الإلكتروني واختلاط المهني باللامهني فتح المجال لأي شخص كي يكون صحافيًا وينقل معلومات قد تكون مغلوطة مثلما قد تكون صحيحة مما يتطلب تأطيره بقوانين وتشبعه بأخلاقيات حتى يتم استبعاد شبح الانحراف.
أم فيها يخص استخدام الصحفيين للإنترنت كمنصة يمكن أن يساعد على تحسين هذا الوضع
فقد تعودت وسائل الإعلام وعبر تاريخها الطويل استيعاب بعضها البعض مع ظهور أي وسيلة إعلامية جديدة، و لا ننسى كيف أن الراديو و السينما استوعبا التلفزيون عند ظهوره. لذلك فان إستراتيجية وسائل الإعلام التقليدية هي الاستفادة من تقنيات الاتصال الحديثة لتعزيز مكانتها
والتكيف مع التغييرات وتعيد قولبة نفسها وفقا لمفهوم وفلسفة هذا الإعلام الجديد والتطور المصاحب له، مثالا على ذلك تجد BBC قامت في العام 1995 بالتفاعل مع الأفراد عبر في برامجها الإذاعية عبر الأثير، وانتقلت الفكرة بشكل مطور مع ثورة الانترنت في العام 2005 فقامت بإنشاء مدونة خاصة بهذه الخدمة تشمل النص المقروء والمسموع والصورة الثابتة والمتحركة، وفي 2008 أنشأت حسابها على تويتر لتفاعل أسرع وأقرب، وتجد على موقعها الرسمي الخاص بهذه الخدمة إمكانية إرسال الرسائل القصيرة إضافة للخدمات السابقة، وخدمة "شارك برأيك".
هذا فضلا عن التواكب مع الأجهزة المحمولة والتقنيات الحديثة فقد أتاحت الخدمات المعلوماتية وخدمة البحث التي توفرها الشبكة للصحفيين للحصول على كم هائل من المعلومات والبيانات التي تساعدهم في تجويد أعمالهم الصحفية، وبالتالي تزايد ثقة القراء فيما يكتبونه فضلا عن الاستفادة بشكل كبير مما يتم تداوله عبر المدونات والشبكات الاجتماعية بشكل موضوعي يتحرى المصداقية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق