كلما نظرت اليها استشعرت ذلك الخوف اللعين في عينيها البريئتين ...وتذكرت يوما لاينسى من ايام طفولتي..خلال زيارة لوالدي في احدى العطل الصيفية في خندقه بثخوم الصحراء على طول تلك الحدود الوهمية، حيث المساحات القاحلة وسهوب الموت المحروثة بالألغام الارضية ،لازال صوت صرير الريح المحمل بالغبار الذي كان يمنع عنا الرؤية بوضوح شجيا في اذناي وماكنا تكثرت له بل كنت واخوتي نطلق سيقاننا للريح نكتشف كل مكان... المباني الترابية المتأكلة ،خنادق الجنود المهجورة...كنا زوارا محبوبين مدللين كل طلباتنا مجابة رغم فقر المكان..
على ضوء الشموع والقناديل ليلا كنا نجافي النوم لنسمع قصص الكبار عن الحرب والبطولات ننتشي يملأنا الشغف والفخر بالانتماء..وذات ليلة ونحن نيام استفقنا مفزوعين على صوت انفجار ضخم .كانت امي بشجاعة ورباطة جأش تتفقدنا وتطمئننا ..وبمساعدة أحد الجنود خرجنا جميعا مهرولين بلباس النوم إلى أقرب مكان وهو عبارة عن مسجد صغير قيل لنا أننا سنكون فيه بأمان .
مكثنا هناك لبعض الوقت كنا خائفين جدا ملتفين حول امي ولسانها يلهج ولايتوقف عن الدعاء ان يحفظنا ...وماهي إلا دقائق معدودة حتى وصلت سيارة من نوع "jeep " سمعت امي تتحدث إلى احد الجنود :كان يخبرها أن والدي بخير مرابط مع وحدته للتصدي للهجوم وهذه هي السيارة التي ستوصلنا إلى المنزل ...وما ان ابتعدنا بضع كيلومترات حتى سمعنا ذوي انفجار كبير ، قنبلة استهدفت المسجد الذي كنا فيه ..ليكتب لنا عمر جديد .
يوم رعب لن يمحى ولايزال محفورا في ذاكرتي بكل تفاصيله واحاسيسه ..وكاني عشته بالأمس القريب..
فماذا عن اطفال يصارعون الموت ،يمزق الخوف أفئدتهم الصغيرة كل يوم ،كل لحظة ،كل دقيقة وثانية ...
عيدة بوي
على ضوء الشموع والقناديل ليلا كنا نجافي النوم لنسمع قصص الكبار عن الحرب والبطولات ننتشي يملأنا الشغف والفخر بالانتماء..وذات ليلة ونحن نيام استفقنا مفزوعين على صوت انفجار ضخم .كانت امي بشجاعة ورباطة جأش تتفقدنا وتطمئننا ..وبمساعدة أحد الجنود خرجنا جميعا مهرولين بلباس النوم إلى أقرب مكان وهو عبارة عن مسجد صغير قيل لنا أننا سنكون فيه بأمان .
مكثنا هناك لبعض الوقت كنا خائفين جدا ملتفين حول امي ولسانها يلهج ولايتوقف عن الدعاء ان يحفظنا ...وماهي إلا دقائق معدودة حتى وصلت سيارة من نوع "jeep " سمعت امي تتحدث إلى احد الجنود :كان يخبرها أن والدي بخير مرابط مع وحدته للتصدي للهجوم وهذه هي السيارة التي ستوصلنا إلى المنزل ...وما ان ابتعدنا بضع كيلومترات حتى سمعنا ذوي انفجار كبير ، قنبلة استهدفت المسجد الذي كنا فيه ..ليكتب لنا عمر جديد .
يوم رعب لن يمحى ولايزال محفورا في ذاكرتي بكل تفاصيله واحاسيسه ..وكاني عشته بالأمس القريب..
فماذا عن اطفال يصارعون الموت ،يمزق الخوف أفئدتهم الصغيرة كل يوم ،كل لحظة ،كل دقيقة وثانية ...
عيدة بوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق